الأربعاء، 31 مارس 2010


متى لاح لي مـــن ساحل «الحِد» بارق المدينة التــي ابتعــد عنها البحر فعاشت في أمواجه وتقع «الحِد» في الطرف الجنوبي الشرقي من شبه جزيرة المحرق। وهي في الأصل عبارة عن شريط مستطيل من الرمل لا يتعدى طوله كيلومتراً। أما عرضه 200 و300 متر، وهو يمتد حتى يصل رأسه الجنوبي إلى مئة متر تقريباً।تعداد سكانهاأكثر من 11 ألف نسمة (بحسب تعداد السكان 2001)।مساحتها11كم مربع، وحتى عقد الستينيات لم يكن في «الحِد» سوى شارع واحد يقسم المدينة إلى قسمين: شرقي وغربي، وتتخلل كل قسم منهما طرقات ضيقة تؤدي إلى الشاطئين الغربي والشرقي للمدينة।نشاطها الأقتصادي تتمركز في «الحِد» الكثير من الصناعات الثقيلة، وقد شهدت خلال السنوات الماضية توسعاً في إقامة المصانع والمشروعات الخدمية كجسر سمو الشيخ خليفة، ومحطة الحد للكهرباء، بالإضافة الى مشروعات سياحية।أشهر عوائلهاالكبيسي - البنعلي- آل مسلم - السلطة - السادة - البورشيد - الذواودة - آل جبارة - آل بوفلاسة - المناصير - الهديب - المالود - البوعينين - آل محمود - بعض من السببيعيين - آل موسى - آل عثمان - الشروقي، وأسهمت تلك العوائل منذ سنوات طويلة ماضية في تطوير المنطقة تجارياً واجتماعياً وثقافياً، وتم تأسيس نادي النهضة في العام 1936 وجمعية الفلاح في العام 1954।مجمعاتهاستبقى أبيات الشاعر خالدة، فهو إن كان قد شغل بعشق هذه الأرض، فإنه، وإن ابتعد عنها حيناً من الزمن، كان يقول:متى لاح لي من ساحل الحد بارق - تداعت بأفكاري العهود السوابق«الحِد»، قرية تحولت إلى مدينة بكل معاني الطموح والتوسع، لكنها، تشعر بحال اللوعة والأسى وهي تفقد البحر الذي ابتعد عنها عنوة، وترك بحارتها وصياديها ومحبي بحرها وشاطئها ورمالها وهوائها في هالة من العشق الذي لا ينتهي، فأصبحت تعيش على أمواجه وعلى الصباح الذي يشرق عليها وهي «الحِد» العتيدة।«الزمة» و «راس الماشية»: «واسم الحِد، هو مسمى يطلقه أهل البحر في الخليج على كل شريط رملي يظهر في عرض البحر، ويمنع السفن من المرور حتى في ساعات المد، ويحد هذا المستطيل من الشمال منطقة «الزمة» وكانت بستاناً معروفاً। أما رأسه الجنوبي فيدعى «راس الماشية» لأن الناس كانوا يصلون إليها مشياً على الأقدام بسبب قرب المسافة، وكان من ظواهر الفيضان أن مد البحر كان يغمره من جوانبه الثلاثة، وخصوصاً إذا ما كان هذا المد مصحوباً بالعواصف، وأصبحت هذه الظاهرة معدومة حالياً بسبب الدفان।بندر له تاريخ وبلدة «الحِد» كانت في الأصل «عششاً» لصيادي السمك ثم استوطنتها في النصف الثاني من القرن التاسع عشر أسر وأفخاذ من قبائل الخليج العربي، ومنذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر أصبحت «الحِد» بندراً من بنادر الغوص في الخليج، وكانت تعد إلى وقت قريب من المواقع المهمة لصيد السمك في البحرين لما تمتاز به سواحلها من كثرة المصائد المثبتة (الحظور)।مشروعات خدميةوتشهد «الحِد» عدداً من المشروعات التي طالب بها الأهالي، ويتم تنفيذ بعضها من قبل مجلس بلدي المحرق، ومنها تكملة شارع «الحِد» جنوباً، وتركيب وإعادة صيانة المرايا العاكسة في جميع التقاطعات بالدائرة الثامنة، والموافقة على إعادة تخطيط تقاطع شارع «ابن المقرب»، ووضع دوار صغير على هذا التقاطع، والموافقة على إعادة تحديد جهة الخروج التي تم تحديدها من الجهة الشمالية لمدرسة الحد الثانوية للبنات، والموافقة على إضافة إشارة ضوئية تكون معلقة بين تقاطع الحوض الجاف وتقاطع شارع حاتم الطائي بالقرب من مسجد «علي الموسى»، والموافقة على تعديل الرصيف في الشارع المؤدي إلى جزيرة أمواج وتقاطع قلالي.تجربة تكافلية مميزةفي «الحِد» تجربة تكافلية مميزة عكست الجهود الإنسانية لصندوق الحِد الخيري و «دار يوكو لرعاية الوالدين»، ومركز الحِد لذوي الاحتياجات الخاصة، فبحسب القائمين على «دار يوكو»، فإنها تهدف الى رعاية وإيواء المسنين الذين لا عائل لهم أو الذين لا تسمح ظروف أسرهم برعايتهم رعاية نهارية أو متقطعة، أي الإقامة بين الدار والأسرة أو الإقامة الدائمة بحسب إمكانية الدار، وتوفير الرعاية الصحية والاجتماعية والمعيشية للمستفيدين من الدار، واستثمار أوقات فراغ المسنين، وإتاحة الفرص أمامهم لممارسة أي عمل يتفق مع خبراتهم، وميولهم، وتدريب القادرين على بعض المهارات التي لها عائد مادي يعود عليهم، بالإضافة إلى توثيق علاقة المسن بأفراد أسرته، وتعميق تفاعله مع مجتمعه مما يتيح للمسنين التوافق النفسي والتكيف الاجتماعي، ومعاونة المسنين المنتمين إلى الدار ممن لا عائل لهم على قضاء بعض حاجاتهم التي يصعب عليهم أداؤها، علاوة على إتاحة الفرصة لكبار السن من أجل قضاء أوقاتهم الترويحية والاستفادة من البرامج التثقيقية المنفذة، وتوثيق العلاقة والتعاون مع المؤسسات العامة والخاصة العاملة في مجال المسنين . وقد احتضن مركز الحِد الخيري الاجتماعى التابع لـ «دار يوكو» الكثير من الأنشطة، والفعاليات الهادفة منها المحاضرات الخاصة بكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، كما شهدت عدداً من الندوات وورش العمل والمهرجانات، بجانب عروض المسرحيات وحفلات التخرج والزواج. كما يغطي مركز «الحِد الخيري الاجتماعي» دعمه لـ «دار يوكو» لرعاية الوالدين ومركز الحِد لذوي الاحتياجات الخاصة، من خلال الوقف الخيري الاستثماري التابع للمركز.وتم تخصيص جزء من مبنى مركز الحِد الخيري الاجتماعي التابع لـ «دار يوكو» مجاناً لصالح صندوق الحِد الخيري - القسم النسائي، بهدف المساعدة في نشر مبادئ الدين الإسلامي وتقديم المساعدات المختلفة للأسر المحتاجة، كما يستخدم كمركز لتحفيظ القرآن الكريم.أهالي «الحد» لديهم - حالهم حال المواطنين في مختلف مناطق البحرين - مطالب، وهنا، يشير أحد أبناء «الحد» وهو ثابت الشروقي إلى أنه إذا تجاوزنا مشروع الشارع، وخصوصاً مشروع شارع حاتم الطائي، سيكون الحديث مهماً عن إسكان المنطقة الغربية... والسؤال هو: «أين ذهبت الأرض المخصصة للمشروع؟ هل سينفذ أم سيبقى ضمن المجهول؟»، نعم، نعلم أن هناك مشروعاً في المنطقة الشرقية لإنشاء 5 آلاف وحدة، لكن، نريد أن نتحدث عن إسكان المنطقة الغربية أيضاً، لزيادة الطاقة الاستيعابية واستفادة العدد الأكبر من أبناء «الحد» المنتظرين على قائمة الانتظار.من حقنا أن نتساءل عن مخطط إسكان المنطقة الغربية الذي قيل إنه لدى «وزارة الإسكان»؟«الحد فقدت الكثير... فقدت أهم كنز تراثي بالنسبة إليها وإلى تاريخها وهو البحر... لقد قتل... البحر قتل»!وبالنسبة إلى المشروعات الجديدة، يعبر أهالي «الحد» عن رغبتهم في وجود متنفس لهم... فهم ينتظرون مشروع «كورنيش خليفة بن سلمان»، كما ينتظرون المشروع الإسكاني الذي يجب أن يكون متكاملاً من ناحية الخدمات والمرافق، وبالنسبة إلى إكمال مشروع شارع حاتم الطائي، فكل ما يريده الأهالي هو تحديد موعد للانتهاء منه.رغبة الأهالي، وخصوصاً البحارة منهم، في انشاء مرفأ، إذ لايزال صيادو «الحد» باقين على عهدهم مع البحر، ولابد من أن يتم إنشاء مرفأ للقوارب.وكذلك بالنسبة إلى مشروع «مستشفى الحد»، «نريد أن نعرف متى سينشأ المستشفى، وليس لدينا مانع في موعد المدة حتى وإن كانت بعيدة، على أن نعطى موعداً محدداً».الشاعر المرحوم خليفة حسن قاسم فاضت قريحته في وصف مسقط رأسه فكتب هذه الأبيات:

متى لاح لي من ساحل الحِد بارق - تداعت بأفكاري العهود السوابـق

وجاشت بنفسي الذكريات وعربدت - ظنوني وظن بذكر الأهل صادق

ألا إنني ذقت الأمرين بعـدمـا - ظعنت وقلبي في ثرى الحِد عالق

وبعـت الهـوى جهلاً وأزاً بربحه - فما عاد لي من ربح ما بعت دانق

على انني عودت أشريه مرغماً - لما حل بي فاستصعبته الطرائـق

ونفس الفتى ما بين زهـدٍ ورغبة - فمن لي بنفس أمرهـا متناسق

مدينة عيسى لم يطب لي مقامهـا - سوى أن عيسى قربه لا يفارقُ

ولولا اسمها من اسمه لهجرتها - فكل عروسٍ ماخلا الحِد طالقُ

يذكرني بالحِد قومٌ فقيرهم - غني غناهم بسيط وآفق

عشيـرةُ ودٍ واتفاق وصفهـم - قويٌ فلا تقوى عليه الفوارق

رجالٌ إذا ما الجد جد فإنهم - ليوثٌ شرى والأجنبيـون خرانق

هم الجن إلا أن آدم جدهم - ويربطهم كالجن سراً تواثقُ

خطاطيف بحرٍ عرد الدهر جلدهم - متى شمّروا تلقي السلاح البوائق

تشمل مجمعات كبيرة من 102 إلى 118।

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق